دار المنشورات العالمية

ما حكم المرأة أثناء الحيض في الإسلام الأصيل؟

دار المنشورات العالمية، رافع آدم الهاشمي، ما حكم المرأة أثناء الحيض في الإسلام الأصيل، قضايا المرأة المعاصرة، حقائق صادمة، حقائق مذهلة، حقائق خطيرة، حقائق علمية، حقائق مفيدة، حقائق وأسرار، حقائق يجب عليك معرفتها، أحكام النساء

ما حكم المرأة أثناء الحيض في الإسلام الأصيل؟

بقلم:

رافع آدم الهاشمي

في هذه المقالة:

مرحباً بك في قضايا المرأة المعاصرة من حقائق وأسرار في دار المنشورات العالمية.

في هذه المقالة سأتحدث عن:

  • ما حكم المرأة أثناء الحيض في الإسلام الأصيل؟

مِمَّا لا شَكَّ فيهِ أَبداً، أَنَّ المرأَةَ قَد عانت مُعاناةً كثيرةً طوالَ قرونٍ مَضت وَ حتَّى يومِنا هذا؛ إِثرَ اِبتداعِ تعاليمٍ مُزوَّرةٍ بديلةٍ عَن تعاليمِ الإِسلامِ الأَصيلِ، هذهِ التعاليمُ المزوَّرةُ الّتي جعلَت مُعتنقيها يُعامِلونَ المرأَة مُعاملةَ الكَلبِ الأَجربِ العَقورِ لا فَقطَ مُعاملتهم إِيَّاها على أَنَّها جاريةٌ تُباعُ وَ تُشترى!، هنا في هذه المقالة أتناول معك الآن حقائق صادمة ستعرفها من خلال الإجابة عن السؤال التالي:

  • ما حكم المرأة أثناء الحيض في الإسلام الأصيل؟

بعد أن أكشف لك هذه الحقائق الصادمة بشكل تفصيلي دقيق، فإنني في المقالات القادمة إن شاء الله سأكشف لك بشكل تفصيلي دقيق أيضاً المزيد عن كل شيء يتعلق بقضايا المرأة المعاصرة، هل بالفعل تجب العدَّة على النساء؟ هل يمكن للمرأة أن تتزوج أكثر من رجل واحد في وقتٍ واحد؟ هل حقاً أجاز الإسلام الأصيل للرجل أن يتزوّج أربعة نساء في وقتٍ واحد؟ كل هذا و المزيد سأتناوله معك في حلقات قادمة إن شاء الله تأتيك حصرياً على منصتنا الفريدة هذه منصة دار المنشورات العالمية، فلنكمل موضوع مقالتنا هذه و نلتقي لاحقاً في مقالات أخرى إن شاء الله.

أهلاً بك معي أنا رافع آدم الهاشمي مؤسس و مدير عام دار المنشورات العالمية.

ما حكم المرأة أثناء الحيض في الإسلام الأصيل؟

حينَ تمتلك (ين) أَنت ورقةً نقديَّةً واحِدةً فئةَ المائةِ دولارٍ، و أَمتلِكُ أَنا (وَ أَعوذُ باللهِ مِنَ الأَنا) مائةَ ورقةٍ نقديَّةٍ فئةُ الورقةِ الواحدةِ منها هيَ الدولارُ الواحِدُ فَقط، حينها:

  • أَيٌّ مِنَّا يكونُ الأَغنى؟

قبلَ أَن يُجيبَ عَقلُك عَنِ السؤالِ، لا بُدَّ أَن تعرِف (ين) أَنَّك عِندما امتلكت ورقتك النقديَّةَ فإِنَّما كانَ اِمتلاكُك ذاك على أَساسٍ عشوائيٍّ، اِعتماداً على الثقةِ الْمُتبادَلةِ بينك وَ بينَ الطَرفِ الآخَرِ الّذي أَعطاك تلك الورقةَ النقديَّةَ فئةِ الـ (100) مائةِ دولارٍ، أَمَّا امِتلاكيَ أَوراقيَ النقديَّةَ الـ (100) مائةَ الّتي كُلُّ واحِدَةٍ مِنها فئةُ الـ (1) دولارٍ واحدٍ فقط، إِنَّما كانَ اِعتماداً على التحقيقِ وَ التدقيقِ في كُلِّ ورقةٍ منها؛ ليسَ لعدمِ ثقتي بمَن أَعطاني الورقةَ منها؛ وَ إِنَّما لعدمِ ثقتي بمَن أَعطاهُ هُوَ تلكَ الورقةَ أَو أَيِّ شخصٍ مُخادِعٍ آخَرٍ كانَ سبباً في إِيصالِها إِلى يديهِ حتَّى وصلَت هيَ أَخيراً إِلى يديَّ أَنا، وَ بالتالي: بعدَ أَن نذهبَ معاً (أَنت وَ أَنا) إِلى البنك المركزيِّ لكي نتأَكَّدَ من مصداقيَّةِ الأَوراقِ النقديَّةِ لدينا، تكتَشِف (ين) أَنت أَنَّ الورقةَ النقديَّةَ الّتي معك هيَ ورقةٌ مزوَّرَةٌ بامتيازٍ! أَمَّا الأَوراقُ النقديَّةُ الّتي معي، فإِنَّها جميعاً هيَ أَوراقٌ أَصيلَةٌ جُملةً وَ تفصيلاً..

الآنَ، وَ أَنت تمتلِك (ين) ورقةً نقديَّةً مزوَّرةً فئةَ الـ (100) مائةِ دولارٍ، وَ أَنا أَمتلِكُ (100) مائةَ ورقةٍ نقديَّةٍ فئةُ الواحدةِ منها دولارٌ واحِدٌ فقَط، الآنَ:

  • أَيٌّ مِنَّا يكونُ الأَغنى؟

مِمَّا لا شكَّ فيهِ مُطلَقاً، أَنَّني أَنا الأَغنى منك (بداهةً)، بل أَنا الغنيُّ وَ أَنت الفقير (ة)؛ فأَنت لا تمتلِك (ين) شيئاً أَبداً؛ لأَنَّك وَ ببساطةٍ شديدةٍ جدَّاً: ليسَ لديك إِلَّا ورقةً مزوَّرةً لا قيمةَ لها في أَسواقِ البيعِ وَ الشراء، أَمَّا ما لديَّ مِن أَوراقٍ على رَغمِ صِغَرِ فئةِ الواحدةِ منها، فإِنَّ لِكُلِّ ورقةٍ منها قيمتُها الحقيقيَّةُ الْمُستخدَمَةُ في جميعِ أَسواقِ البيعِ وَ الشراءِ.

الأَمرُ ذاتُهُ ينطبِقُ على تعاليمِ الإِسلامِ الأَصيلِ، فأَنت قَد يكون لديك شيءٌ تظنّ (ين) أَنَّك تمتلك (ين) تعاليماً منها، إِلَّا أَنَّ الّذي لديك لا يعدو كونهُ سوى تعاليمٍ مزوَّرَةٍ لا ترتبطُ بالإِسلامِ الأَصيلِ شيئاً، وَ إِنَّما هي مُجرَّدُ تعاليمٍ رُبَّما صاغتها عُقولُ البشرِ مِنَ الفُقهاءِ الأَبرارِ (رضوانُ اللهِ تعالى عليهِم أَجمعينَ) اعتماداً على ما وجدوهُ بينَ أَيديهم مِن مصادرٍ اعتبروها مرجِعاً غيرَ قابلٍ للتحقيقِ وَ التدقيقِ؛ لثقتهِم فيمَن نقلها إِليهِم، ممَّا أَدَّى إِلى وصولهم (لاحقاً) إِلى نتائجٍ مغلوطةٍ لا تمتُّ إِلى الإِسلامِ الأَصيلِ بصِلَةٍ قَطّ!

عندما أَتحدَّثُ معك أَو مع غيرِك أَيَّاً كانَ وَ أَينما كانَ وَ في أَيِّ أَمرٍ كانَ، فلستُ أَتحدَّثُ اِعتباطاً؛ وَ إِنَّما أَتحدَّثُ عَن خُلاصةِ تحقيقاتٍ وَ تدقيقاتٍ قمتُ بها شخصيَّاً خلالَ أَكثرِ مِن عقدينِ وَ نيِّفٍ مِنَ الزَّمانِ، تمخَّضَت هذهِ الْخُلاصَةُ عَن تخصُّصاتٍ علميَّةٍ دقيقةٍ وفّقني اللهُ تعالى إِليها في العَديدِ مِنَ العُلومِ ذاتِ العَلاقَةِ، مِنها: المنطق وَ الفلسفة وَ الفقه وَ الأُصول وَ التفسير وَ الرِّجال وَ الجرح وَ التعديل وَ الأَنساب وَ غيرها، بالإِضافَةِ إِلى تخصُّصي الدقيقِ في اللُّغةِ العربيَّةِ الفُصحى وَ جَميعِ آدابها وَ أَدبياتها وَ فنونها قاطبةً دُونَ استثناءٍ، لا على أَساسِ الكُتُبِ الدرسيَّةِ المنهجيَّةِ الحكوميَّةِ أَوِ الحوزويَّةِ، إِنَّما على أَساسِ لُغةِ جَدِّيَ المصطفى الصادقِ الهاشميِّ الأَمينِ وَ لُغةِ آبائيَ وَ أَعماميَ الأَئمَّةِ الأَطهارِ وَ جميعِ الصحابةِ الأَخيارِ (عليهِمُ السَّلامُ جميعاً وَ روحي لَهُم الفِداءُ).

حينَ أَتحدَّثُ أنا رافع آدم الهاشمي (كاتبُ هذا المقال) في شيءٍ ما، فلا أَتحدَّثُ إِلَّا بعدَ غورٍ دقيقٍ في ثنايا أُمَّهاتِ الكُتُبِ وَ المراجعِ ذات العَلاقةِ، لذا: ففي رأَسيَ الآنَ أَكثرُ مِن خمسٍ وَ أَربعينَ أَلفَ مُجلّدٍ (45000) في شتَّى العُلومِ وَ المعارِف، لأَكثرِ مِن أَربعةِ آلافٍ وَ خمسمائةِ (4500) عنوانٍ، هيَ مِن أُمَّهاتِ المراجعِ وَ المصادرِ، بما فيها المخطوطةُ أَيضاً (الّتي يتجاوزُ عُمُرُ البعضِ منها عشرةَ قرونٍ وَ أَكثر) مِمَّا لَم يصلك شيءٌ منها قَط، وَ بأَكثرِ مِن لُغةٍ واحدةٍ أَيضاً، ناهيك عَمَّا وفّقني اللهُ تعالى إِليهِ مِن حقائقٍ وَ خفايا وَ أَسرارٍ كشفها لي عَزَّ وَ جَلَّ عن طريقِ ما وهبني إِيَّاهُ سُبحانهُ مِن عِلمِ (ما وراء الوراء)؛ بعدَ سيرٍ منِّي إِليهِ (بتوفيقهِ هُوَ عزَّ وَ جَلَّ) ضمنَ منهجٍ دَقيقٍ بالغِ الصعوبةِ في عِلمِ العِرفان (علمُ السير و السلوك إلى الله عزَّ و جَلَّ) الّذي لا يمتُّ إِلى التصوُّفِ بشيءٍ مطلقاً، وَ إِنَّما هُوَ عِلمٌ مِنَ الَعُلوم الإِلهيَّةِ الّتي تعتمِدُ التَّقوى (تقوى الله) أَساساً لها دُونَ مُنازعٍ، حتَّى كشفَ اللهُ لي مِن نورهِ ما كشفَهُ لي مِمَّا لَن يتأَتَّى لأَحدٍ ما لَم يَكُن قَد سلكَ إِلى اللهِ تعالى السلوكَ ذاتَهُ خطوةً تلوَ أُخرى، كالدخولِ أَوِ الولوج إِلى عوالمٍ أُخرى، منها على سبيلِ المثالِ لا الحصر: عالم الأَرواح، وَ عالم الجِنِّ، وَ عالَم الملائكة، مِمَّا جعلني أُصبِحُ عالِماً ربَّانيَّاً لَم وَ لا وَ لَن تأَخُذُني في اللهِ لَومَةُ لائمٍ مُطلَقاً، وَ إِن كانَ اللائِمُ هُوَ أَحدُ والداي أَو كِلاهما معاً!

ما يَحُزُّ في نفسيَ هُوَ الجَهلُ الْمُتراكبُ الّذي يَعجُّ فيهِ غالبيةُ البشرِ على الإِطلاقِ، خاصَّةً أُولئك (المتأَسلمين لا المسلمين) الّذينَ يظنُّونَ أَنفُسَهم أَنَّهُم مِن أُمَّةِ جَدِّيَ رسول اللهِ (روحي لَهُ الفِداءُ)، وَ ما هُم إِلَّا سُبَّةً على جميعِ الأُممِ قاطبةً دُونَ استثناءٍ؛ حَيثُ أَنَّ هؤلاءِ الغالبيَّةَ إِن حدَّثتُهُم بشيءٍ يُسارِعونَ إِلى تكذيبيَ فيهِ؛ دُونَ أَن يُدَقِّقوا فيما أَضعهُ بينَ أَيديهم مِن أَدلّةٍ قاطعةٍ وَ براهينٍ ساطِعَةٍ تُثبتُ صحَّةَ ما آتيتُهُم بهِ وَ تؤكِّدُ بُطلانَ ما هُم فيهِ مِن سلوكيِّاتٍ ذاتِ عَلاقَةٍ، تكذيبهُم هذا ليسَ لأَنَّني حَفيدُ الْمُصطفى الهاشميِّ الأَمينِ (عليهِ السَّلامُ وَ روحي لَهُ الفِداءُ)، وَ إِنَّما لأَنَّني لا أَرتدي عِمَّةً (عَمامَةً) وَ لا أُطيلُ لحيتي وَ لا أَرتدي جلباباً كما يفعِلِ الآخرونَ مِمَّن يدَّعونَ العِلمَ بتعاليمِ الإِسلام!!! أُولئك كهنةُ المعابدِ سُفهاءُ الدِّينِ، أَو كما يفعلِ الآخرونَ مِمَّن تفقّهوا في تعاليمِ الإِسلامِ، أُولئك فُقهاءُ الْمُسلمينَ الأَبرارُ (رَحِمَ اللهُ تعالى الأَمواتَ مِنهُم وَ أَطالَ بقاءَ الأَحياءِ مِنهُم أَيَّاً كانوا وَ أَينما كانوا دُونَ استثناءٍ، بغَضِّ النظرِ عَنِ الطائفةِ الّتي ينتمونَ إِليها)!

تعاليمُ الإِسلامِ الأَصيلِ، لا تحتاجُ إِلى عِمَّةٍ (عَمامةٍ)، وَ لا تحتاجُ إِلى لحيةٍ طويلةٍ، وَ لا تحتاجُ إِلى جِلبابٍ قصيرٍ كانَ أَو حتَّى طويلٍ، تعاليمُ الإِسلامِ الأَصيلِ هيَ كتلك الورقةِ النقديَّةِ الأَصيلَةِ، لا يحتاجُ التيقُّنُ مِنها إِلّا إِلى عَرضِها على البنك المركزيِّ ذات العَلاقةِ، وَ البنكُ المركزيُّ الْمُختصُّ بتعاليم الإِسلامِ الأَصيلِ موجودٌ معَ كُلِّ إِنسانٍ أَينما يكونُ، البنكُ المركزيُّ هذا هُوَ: الفِطرةُ الإِنسانيَّةُ السّليمةُ الّتي فَطرَ اللهُ تعالى بها الإِنسانَ أَيَّاً كان.

دار المنشورات العالمية، من أقوال، رافع آدم الهاشمي، تعاليم الإسلام الأصيل

اليومَ أنا محدّثك الآن رافع آدم الهاشمي (كاتب هذه المقالة و محققها)، في مقاليَ هذا، أَتناولُ إِليك موضوعاً يكشِفُ البابَ على مصراعيهِ أَمامَ مواضيعٍ أُخرى أَكثرِ خطورةٍ مِنهُ، مِمَّا يَجعلُ عقلك وَ قلبك معاً يتعلّقُ بتعاليمِ الإِسلامِ الأَصيلِ لا بتعاليمٍ مُزوَّرَةٍ ادّعت أَنَّها هيَ الأَصيلَةُ زوراً وَ بُهتاناً، موضوعيَ اليومَ هُوَ:

  • حُكمُ المرأَةِ أَثناءَ الحَيضِ في الإِسلامِ الأَصيلِ.

مِمَّا لا شَكَّ فيهِ أَبداً، أَنَّ المرأَةَ قَد عانت مُعاناةً كثيرةً طوالَ قرونٍ مَضت وَ حتَّى يومِنا هذا؛ إِثرَ اِبتداعِ تعاليمٍ مُزوَّرةٍ بديلةٍ عَن تعاليمِ الإِسلامِ الأَصيلِ، هذهِ التعاليمُ المزوَّرةُ الّتي جعلَت مُعتنقيها يُعامِلونَ المرأَة مُعاملةَ الكَلبِ الأَجربِ العَقورِ لا فَقطَ مُعاملتهم إِيَّاها على أَنَّها جاريةٌ تُباعُ وَ تُشترى!

دار المنشورات العالمية، من أقوال، رافع آدم الهاشمي، مما لا شك فيه

كُلُّنا نعلَمُ عِلمَ اليقينِ أَنَّ المرأَةَ أَثناءَ عُدَّتِها الشَّهريَّةِ لا بُدَّ لها أَن تحيضَ، الْمُشكِلةُ الكُبرى ليسَت في حيضِها، فالحَيضُ أَمرٌ طبيعيٌّ لا عيبَ لها فيهِ أَبداً، فلا هيَ تُعابُ عليهِ، وَ لا هيَ تستحي منهُ، هكذا يجِبُ أَن يكونَ الحالُ وَ إِن كانَ دَوامُهُ في يومنا هذا مِنَ الْمُحال! إِنَّما الْمُشكِلةُ الكُبرى تكمُنُ في أَنَّ الكثيرَ مِن فُقهاءِ الْمُسلمينَ قَد أَفتوا بنجاسَةِ دَمِ الحيضِ، وَ بالتالي: فإِنَّهُم قَد أَفتوا بنجاسةِ المرأَةِ أَثناءَ فترةِ حَيضِها، مِمَّا ترتَّبَ على هذهِ الفتاوى آثارٌ خطيرةٌ جدَّاً، جعلَت هذهِ الآثارُ تبعاتَها تقَعُ على المرأَةِ أَوَّلاً، وَ مِن ثُمَّ (بضمِّ الثاءِ لا بفتحها) على الرَّجُلِ ثانياً، وَ مِن ثَمَّ (بفتحِ الثاءِ لا بضمِّها) على المجتمعِ قاطبةً دُونَ استثناءٍ، مِمَّا أَحدثَ تصدُّعاً مُروِّعاً في بناءِ الأُسرةِ الإِنسانيَّةِ الواحدةِ؛ إِذ بفتاواهُم تلكَ حَرَّموا عليها مُمارَسةَ أَفعالٍ ما أَنزلَ اللهُ بحُرمتِها شيئاً مِن سُلطانٍ، مِمَّا جعلوها مُقيَّدَةً بقيدٍ وثيقٍ في سِجنٍ قميءٍ!

إِذاً: فلنتعرَّف اليومَ معاً (أَنت وَ أَنا سويَّاً) على حَقيقةِ هذهِ الفتاوى وِفقَ منظورِ الإِسلامِ الأَصيلِ:

  • هل حقَّاً أَنَّ المرأَةَ نجِسَةٌ أَثناءَ فترةِ حيضها؟!

بل:

  • هل أَنَّ دمَ الحَيضِ نجِسٌ أَساساً؟!!

بل أَيضاً:

  • هَل يوجَدُ شيءٌ نَجِسٌ أَصلاً؟!!!

بداهةً وَ بطبيعةِ الحالِ مِمَّا لا شكَّ فيهِ، أَنَّ تعاليمَ الإِسلامِ تعتِمدُ على القُرآنِ الكَريمِ، وَ ليسَ العكس، أَيّ: أَنَّ منهجَ التشريعِ الإِسلاميِّ لهذهِ التعاليمِ الإِسلاميَّةِ هُوَ القرآنُ الكَريمُ، هكذا يقولونَ أَصحابُ الفتاوى، وَ بناءً على قولِهم هذا: فأَنت الآن أَمامَ أَمرينِ لا ثالثَ لَهُما مُطلقاً؛ هُما:

الأَمرُ الأَوَّلُ:

أَنَّ القُرآنَ الّذي بينَ أَيدينا اليومَ، هُوَ كِتابٌ صَحيحٌ لا تحريفَ فيهِ، وَ بالتالي: توجَّبَ على الجميعِ الأَخذُ بهِ جُملةً وَ تفصيلاً، دُونَ جِدالٍ فيهِ أَبداً، حتَّى وَ إِن خالفَ ما فيهِ فتاوى كُلِّ الفُقهاءِ أَو السُّفهاءِ قاطبةً دُونَ اِستثناءٍ.

الأَمرُ الثاني:

أَنَّ القُرآنَ الّذي بينَ أَيدينا اليومَ، هُوَ ليسَ القُرآنُ الأَصيلُ، وَ إِنَّما هُوَ كِتابٌ مُحرَّفٌ، وَ بالتالي: سقطَت جميعُ الأَحكامِ المبنيةِ عليهِ (بداهةً) أَيَّاً كانت، بما فيها فتاوى نجاسةُ المرأَةِ أَثناءَ فترةِ الحيضِ وَ فتاوى نجاسَةُ دَمِ الحيضِ وَ غيرها.

عليهِ: وَ باعتبارِ أَنَّ هذا الكتابَ الّذي بين أَيدينا اليومَ هُوَ مصدرُ التشريعِ لتعاليمِ الإِسلامِ، وَ هُوَ ذاتُهُ مصدرُ أَحكامِ تلك الفتاوى، فلندقِّقَ معاً في هذا الكِتابِ (القرآن الموجود بين أَيدينا اليوم) لنرى الأَحكامَ على حقيقتها كما هيَ في الكتابِ ذاتهِ.

فيما يخصُّ الحيضَ، فإِنَّ دلالةَ الحيضِ وردَت في القُرآنِ (هذا) على شكلِ لفظِ (الْمَحِيضِ)، وَ قَد جاءَت متكرِّرَةً لثلاثِ مرَّاتٍ فقَط ضمنَ آيتينِ اثنتينِ لا غير، هُما:

الآيةُ الأُولى: قولهُ تعالى:

  • {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاء فِي الْمَحِيضِ وَلاَ تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللهُ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ}.

[القرآن الكريم: سورة البقرة/ الآية (222)]

الآيةُ الثانيةُ: قولهُ تعالى:

  • {وَاللاَئِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِنْ نِسَائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلاَثَةُ أَشْهُرٍ وَاللاَئِي لَمْ يَحِضْنَ وَأُولاَتُ الأحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً}.

[القرآن الكريم: سورة الطلاق/ الآية (4)]

وَ قد قالَ تعالى في الآيةِ الأُولى صراحةً:

  • {الْمَحِيضِ… أَذًى}.

وَ لَم يَقل:

  • (الْمَحِيضِ… نجَسٌ).

لُغويَّاً: الأَذى: هُوَ الضَررُ غَيرُ الجَسيمِ، وَ الْجَسيمُ هُوَ: الخَطيرُ أَوِ الفادِحُ، وَ الأَذى فقهيَّاً هُوَ: الضَررُ الّذي يُصيبُ الإِنسانَ في بدَنهِ أَو في نفسهِ.

قالَ تعالى:

  • {لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلاَ أَذًى وَ إِنْ يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الأدْبَارَ ثُمَّ لاَ يُنْصَرُونَ}.

[القُرآن الكريم: سورة البقرة/ الآية (111)]

أَيّ:

  • (لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلاَ ضرراً غيرَ جسيمٍ).

بمعنى:

  • (لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلاَ ضرراً بسيطاً لَن يُهلِكَكُم أَبداً).

وَ قولُهُ تعالى في الآيةِ الأُولى ذاتها:

  • {فَاعْتَزِلُوا النِّسَاء فِي الْمَحِيضِ وَلاَ تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ}.

لغويَّاً فإِنَّ: اعتزلَ الشيءَ وَ عَنهُ: بَعُدَ وَ تَنَحَّى، وَ اعتزلَ عَنِ الآخَرينَ: اِبتعدَ عَنهُم، وَ فقهيَّاً: اِعتزلَ: اِبتعدَ بمفردِهِ، وَ: اِعتِزالُ العَمَلِ: الاِنقِطاعُ عَنهُ، أَيّ: تَركُهُ، وَ الاِعتِزالُ عَنِ النَّاسِ: الاِبتِعادُ عَنهُم وَ الاِختِلاءُ في مكانٍ بَعيدٍ.

قالَ تعالى:

  • {وَلَقَدْ فَتَنَّا قَبْلَهُمْ قَوْمَ فِرْعَوْنَ وَجَاءهُمْ رَسُولٌ كَرِيمٌ، أَنْ أَدُّوا إِلَيَّ عِبَادَ اللهِ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ، وَأَنْ لاَ تَعْلُوا عَلَى اللهِ إِنِّي آتِيكُمْ بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ، وَإِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَ رَبِّكُمْ أَنْ تَرْجُمُونِ، وَإِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا لِي فَاعْتَزِلُونِ، فَدَعَا رَبَّهُ أَنَّ هَؤُلاَءِ قَوْمٌ مُجْرِمُونَ}.

[القرآن الكريم: سورة الدخَّان/ الآيات (17 – 22)]

فقولُهُ:

  • {فَاعْتَزِلُونِ}.

أَيّ: ابتعدوا عَنِّي وَ تنحّوا جانباً؛ لأَنَّ لُغويَّاً: عَزلَ الشيءَ عَن غيرِهِ: فَصَلَهُ عَن اتِّحادِهِ معَ آخَرٍ، أَيّ: أَفرَزَهُ، وَ أَبعدَهُ وَ نَحَّاهُ.

لذا: فإِنَّ قولهُ تعالى في الآيةِ الأُولى:

  • {فَاعْتَزِلُوا النِّسَاء فِي الْمَحِيضِ}.

اعتزلوا: أَيّ: تخلّوا وَ تنحّوا، اتركوا، تنازلوا عَن الشيءِ الّذي تفعلونهُ، وَ هُوَ أَمرٌ موجَّهٌ إِلى الرِّجالِ لا إِلى النِّساءِ.

بمعنىً أَوضحٍ: الأَمرُ المزبورُ في الآيةِ الأُولى أَعلاهُ، موجَّهٌ إِلى كُلِّ زوجٍ بكيفيَّةِ تعامُلهِ في أَمرٍ واحدٍ مُحدَّدٍ هُوَ النِّكاحُ خاصَّةً وَ ليسَ المعاشرةَ الجنسيَّةَ؛ إِذِ الْمُعاشَرَةٌ كُلٌّ وَ النِّكاحُ جُزءٌ مِن هذا الكُلِّ، فالأَمرُ يستدعي مِن كُلِّ زوجٍ أَيَّاً كانَ أَن يعتزلَ النِّكاحَ عَنِ امرأَتهِ أَثناءَ فترةِ حيضها، لا أَن يعزلها هيَ عنهُ، وَ لا أَن يعزلَ نفسَهُ هُوَ عنها؛ لأَنَّ اللهَ عَزَّ وَ جَلَّ لَم يقُل:

  • (فَاعْزِلُوا النِّسَاء فِي الْمَحِيضِ)!

وَ فرقٌ شاسِعٌ بيِّنٌ بينَ {اعْتَزِلُوا} وَ بينَ (اعْزِلُوا)، فلو قالَ:

  • (فَاعْزِلُوا النِّسَاء فِي الْمَحِيضِ)!

كانَ آنذاكَ قَد توجَّبَ عزلُ النَّساءِ وَ إِبعادهنَّ عنِ الحياةِ الاجتماعيَّةِ بجميعِ مفاصلها، أَو على أَقلِّ تقديرٍ مُمكنٍ: توجَّبَ عزلُ الأَزواجِ أَنفُسِهم عن نسائهِم أَثناء فترةِ حيضهنَّ، لكنَّ اللهَ لم يأَمُرُ بالـ (عزلِ)، وَ إِنَّما قَد أَمرَ بالـ (اعتزالِ)، فليُلاِحظ عقلك هذا جيِّداً وَ ليتبصَّر!

وَ في الحديثِ الشَّريفِ، قالَ النبيُّ المصطفى الأَمينُ (روحي لَهُ الفِداءُ) عندَ نزولِ هذهِ الآيةِ الواردةِ في أَعلاهُ:

  • “اِصنَعوا كُلَّ شَيءٍ إِلّا النِّكاحَ”.

وَ هُوَ حَديثٌ مَتَّفَقٌ عَليهِ.

وَ قولُهُ تعالى في الآيةِ الأُولى أَعلاهُ:

  • {وَلاَ تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ}.

لُغويَّاً: قَرُبَ الشيءُ: دَنا، فَهُوَ: قَريبٌ، وَ القُربُ نَقيضُ البُعدِ، وَ تَقَرَّبَ: توَسَّلَ إِليهِ بقُربَةٍ أَو بحَقٍّ.

وَ في الحَديثِ الشَّريفِ:

  • “الْمَرْأَةُ الْحَائِضُ الَّتِي تُهِلُّ بِالْحَجِّ أَوِ الْعُمْرَةِ، إِنَّهَا تُهِلُّ بِحَجِّهَا أَوْ عُمْرَتِهَا إِذَا أَرَادَتْ، وَ لَكِنْ لَا تَطُوفُ بِالْبَيْتِ وَ لَا بَيْنَ الصَّفَا وَ الْمَرْوَةِ، وَ هِيَ تَشْهَدُ الْمَنَاسِكَ كُلَّهَا مَعَ النَّاسِ، غَيْرَ أَنَّهَا لَا تَطُوفُ بِالْبَيْتِ وَ لَا بَيْنَ الصَّفَا وَ الْمَرْوَةِ، وَلَا تَقْرَبُ الْمَسْجِدَ حَتَّى تَطْهُرَ”.

وَ: اِطَّهَّرَ: تطهَّر، أَيّ: اِغتسلَ، وَ: طَهَرَ الثوبَ: أَزالَ وَسَخَهُ، وَ: طَهَرَ الشيءَ: أَبعَدَهُ، وَ: طَهُرَ: بَرِئَ مِن كُلِّ ما يَشينُ، وَ: طَهَّرَهُ: بَرَّأَهُ وَ نَزَّهَهُ مِنَ العيوبِ وَ غَيرِها، وَ: طَهُرَتِ الحائِضُ أَوِ النفساءُ: اِنقَطَعَ دَمُها أَوِ اِغتَسلَت مِنَ الحيضِ وَ غَيرِهِ، وَ: مُتَطَّهِرٌ: فاعِلٌ مِن تَطَهَّرَ.

عليهِ: فإِنَّ الأَمرَ الإِلهيَّ هُنا أَيضاً موجَّهٌ إِلى الأَزواجِ لا إِلى النِّساءِ، وَ هُوَ عَزَّ وَ جَلَّ لَم يَقُل:

  • (وَلاَ تَقْترَبُوا إِليهنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ).

وَ فرقٌ شاسِعٌ بيِّنٌ بينَ {لا تَقْرَبُوهُنَّ} وَ بينَ (لاَ تَقْترَبُوا إِليهنَّ)، فلو قالَ:

  • (وَلاَ تَقْترَبُوا إِليهنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ).

توجَّبَ آنذاكَ على الأَزواجِ عَدمُ مُلامَسةِ النِّساءِ أَثناءَ فترةِ الحيضِ مُطلقاً، أَمَّا وَ قَد أَمرَ اللهُ عزَّ وَ جَلَّ بعدمِ التقرُّبِ لا بعدمِ الاقترابِ، فآنذاكَ توجَّبَ الابتعادُ عَنِ الْمُقاربَةِ الّتي هيَ النِّكاحُ، وَ الّتي يستوجِبُ فيها الإِدخالَ أَوِ الإِيلاجَ، فكِلاهُما (الإِدخالُ وَ الإِيلاجُ) منهيٌّ عنهُ بأَمرِ اللهِ تعالى نهياً قاطِعاً أَثناءَ فترةِ الحيضِ! أَمَّا سائِرُ الاستمتاعاتِ فلا نهيٌ عَنها أَبداً.

وَ قولُهُ تعالى في الآيةِ الأُولى أَعلاهُ:

  • {فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللهُ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ}.

لُغويَّاً: التَّوبَةُ: الرُّجوعُ مِنَ الذَّنبِ، وَ تابَ إِلى اللهِ: أَنابَ وَ رَجِعَ عَنِ الْمَعصيةِ إِلى الطاعَةِ، وَ التَّوَّابُ: الغَنِّيُّ، وَ هُوَ الّذي يَتوبُ على عِبادِهِ وَ يَقبَلُ توبَتَهُم، فاللهُ تَوَّابٌ وَ العَبدُ تائِبٌ.

قالَ تعالى:

  • {إِلاَ الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ}.

[القرآن الكريم: سورة البقرة/ الآية (160)]

وَ في الحديثِ الشَّريفِ:

  • “كُلُّ ابْنِ آدَمَ خَطَّاءٌ وَ خَيْرُ الْخَطَّائِينَ التَّوَّابُونَ”.

فقولُهُ تعالى:

  • {فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللهُ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ}.

أَيّ: إِذا انتهَت فترةُ حيضهنَّ، أَمكنكم أَيُّها الأَزواجُ آنذاكَ إِمتاعَ زوجاتِكُم وَ استمتاعِكُم بهنَّ عن طريقِ الإدخالِ و الإيلاجِ سويَّةً، لذا فهُوَ عزَّ وَ جَلَّ قالَ صراحةً:

  • {فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللهُ}.

وَ السؤالُ هُوَ:

  • لماذا؟

وَ الجوابُ هُوَ في الآيةِ ذاتها:

  • {إِنَّ اللهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ}.

فاللهُ عَزَّ وَ جَلَّ لَم يَقُل:

  • (إِنَّ اللهَ يُحِبُّ التَّوَّابِاتَ وَ يُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِاتَ).

وَ اللهُ عَزَّ وَ جَلَّ لَم يَقُل:

  • (إِنَّ اللهَ يُحِبُّ التَّائبينَ).

وَ اللهُ عَزَّ وَ جَلَّ لَم يَقُل:

  • (إِنَّ اللهَ يُحِبُّ التَّائباتَ).

وَ فرقٌ شاسِعٌ بيِّنٌ بينَ {التَّوَّابِينَ} وَ (التَّوَّابِاتَ) وَ (التَّائبينَ) وَ (التَّائباتَ)، وَ كذلكَ فرقٌ شاسِعٌ بَيِّنٌ بينَ {الْمُتَطَهِّرِينَ} وَ (الْمُتَطَهِّرِاتَ).

إِذاً: فهَوُ أَمرٌ موجَّهٌ إِلى الرِّجالِ (الأَزواجِ) أَيضاً لا إِلى النِّساءِ، وَ الغَرضُ منهُ هُوَ: الِحفاظُ على المرأَةِ بدنيَّاً وَ نفسيَّاً وَ عقليَّاً وَ روحيَّاً أَيضاً؛ لا أَنَّها نجِسَةٌ، بل: لأَنَّ المرأَةَ أَعظَمُ هديةٍ إِلهيَّةٍ طاهِرةٍ دائماً وَ أَبداً (ما لَم تكُن مشركةً باللهِ) وهبَها اللهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلى النَّاسِ جميعاً (خاصَّةً إِلى الذّكور)، فهيَ مصنعُ الرِّجالِ وَ النسِّاءِ معاً، وَ هيَ منبعُ الحَنانِ الفيَّاضِ، وَ هيَ مُنتِجَةُ الأَجيالِ تلوَ الأَجيالِ الّتي اختارها اللهُ تعالى لأَرقى وظيفةٍ في الكونِ كُلِّهِ، أَلا وَ هيَ: الأَرضُ الحاضِنةُ للبشريَّةِ كُلِّها، إِذ: الزرَّاعُ وَ بذورُهُ مِن دُونِ الأَرضِ لَن يكونَ لَهُما فائدةٌ مطلَقاً، لذا: توجَّبَ الحِفاظُ على هذهِ الهديَّةِ الإِلهيَّةِ الطاهرةِ العُظمى.

دار المنشورات العالمية، من أقوال، رافع آدم الهاشمي، المرأة أعظم هدية

في القُرآنِ الكريمِ الّذي بينَ أَيدينا اليومَ، نجِدُ أَنَّ لفظَ (الْمَحِيضِ) قَد وردَ (3) ثلاثَ مرَّاتٍ فقَط في الآيتين أَعلاهُ، وَ لفظَ (يَحِضْنَ) قَد وردَ (1) مرَّةً واحِدةً فقَط في الآيةِ المذكورةِ أَعلاهُ، وَ لا تُوجَدُ اِشتقاقاتٌ أُخرى للحيضِ أَو الحائِضِ قَد وردت في القُرآنِ مُطلَقاً.

مِمَّا مَرَّ سلفاً، وَ بناءً على المعنى اللفظيِّ للأَلفاظِ القُرآنيَّةِ، لا نجِدُ أَيَّ ذِكرٍ لـ (نجاسةِ) المرأَةِ أَثناءَ فترةِ حيضِها، بل لا توجَدُ حتَّى إِشارةٌ بسيطَةٌ تُشيرُ إِلى نجاستها أَو نجاسةِ دَمِ الحيضِ حتَّى!

حينَ نُدقِّقُ في القُرآنِ الكَريمِ لا نجِدُ إِلّا كلمةً واحدةً تُشيرُ صراحةً إِلى النجاسةِ بشكلٍ واضحٍ لا غُبارَ عليهِ مُطلَقاً، وَ هيَ الكلمةُ الموجودَةُ في الآيةِ الشَّريفةِ التاليةِ، حَيثُ قالَ اللهُ عَزَّ وَ جَلَّ:

  • {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلاَ يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ إِنْ شَاء إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ}.

[القرآن الكريم: سورة التوبة/ الآية (28)]

إِذاً: لَفظُ (نَجَسٌ) قَد وردَ في القُرآنِ الكَريمِ كُلِّهِ مرَّةً واحدةً فقَط لا غير، وَ لا توجَدُ اِشتقاقاتٌ أُخرى غيرهُ: مثل: أَنجاس، مُنجَّسٌ، مُتَنَجِّسٌ، نَجاسَةٌ، نَجِسَةٌ… الخ.

لُغَويَّاً: فُلانٌ نَجَسٌ: خَبيثٌ فاجِرٌ، وَ: وَلَدٌ نَجَسٌ: قَذِرٌ، أَيّ: غَيرُ طاهِرٍ، نَجُسَ الشَّخصُ: خَبُثَ طَبعُهُ وَ دَنِسَ خُلُقُهُ فأَصبَحَ قَذِراً، وَ: نَجِسَ الشَيءُ: نَجُسَ، أَصبحَ قَذِرَاً دَنِساً، وَ فقهيَّاً: نَجِسَ العضوُ أَوِ البَدنُ: أَصبحَ غيرَ طاهِرٍ. وَ في الاِصطِلاحِ الفقهيِّ: النَّجَسُ هُوَ: أَحَدُ أُمورٍ عَشرةٍ أَو أَكثرٍ، على الخِلافِ بينهُم، يؤثِرُ القَذارَةَ الماديَّةَ الْموجِبةَ للتطهيرِ، كالدَّمِ وَ البولِ وَ الغائطِ.

إِذاً: قولهُ تعالى:

  • {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ}..

هُوَ إِيضاحٌ إِلهيٌّ موجَّهٌ إِلى {الَّذِينَ آمَنُوا} لا إِلى غيرهِم، سواءٌ كانَ غيرهُم (الّذين أَسلموا) أَو حتَّى (الّذينَ تأَسلموا)!!! وَ الإِيضاحُ لهؤلاءِ {الَّذِينَ آمَنُوا} هُوَ: {الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ}.

الشِركُ بالإِلهِ الخالِقِ الحَقِّ، مِن أَكبرِ الكبائرِ، وَ يُسمَّى صاحِبُهُ: (مُشرِكاً)، أَيّ: أَن يجعلَ المخلوقُ للخالقِ شريكاً في العبادةِ وَ في مُلكهِ أَيضاً، وَ هُوَ أَيضاً يخصُّ عبادةَ الأَوثانِ وَ النّجومِ وَ غيرها مِنَ المخلوقاتِ حتَّى وَ إِنِ اعترفَ الْمُشرِكُ بوجودِ اللهِ، أَيّ: أَنَّ الأَشخاصَ الّذينَ يعترِفونَ بوجودِ اللهِ وَ في الوقتِ ذاتهِ أَيضاً يُشرِكونَ بعبادتهِ وَ مُلكهِ غيرَهُ مِنَ المخلوقاتِ، كأُولئكَ الّذينَ يتَّبعونَ أَربابَهُم مِن كَهنةِ المعابدِ سُفهاءِ الدِّينِ، فإِنَّما هُم في حقيقةِ الحالِ مُشرِكونَ باللهِ الإِلهِ الخالقِ الحَقِّ (تقدَّسَت ذاتُهُ وَ تنزَّهت صِفاتُهُ)، وَ بالتالي: فهؤلاءِ {نَجَسٌ} جُملةً وَ تفصيلاً؛ لأَنَّ حقيقةَ الشِركِ أَن يُعبَدَ الْمَخلوقُ كما يُعبَدُ اللهُ، أَو أَن يُعظَّمَ كما يُعَظَّمُ اللهُ، أَو أَن يُصرَفَ لَهُ نوعٌ مِن خصائصِ الرّبوبيَّةِ وَ الإِلوهيَّةِ أَيضاً.

وَ الشِركُ بالإِلهِ الخالِقِ الحَقِّ لا يتوقَّفُ على أَن يَعدِلَ الإِنسانُ أَحداً باللهِ فقَط، أَو أَن يُساوي بينهُما بلا فرقٍ يُذكَرُ، بل أَن يأَتيَ الشَخصُ بسلوكيِّاتٍ (صفاتٍ وَ أَعمالٍ) خصَّها اللهُ تعالى بذاتهِ العَليَّةِ هُوَ حصراً، فيجعلها الشخصُ لأَحدٍ مِنَ المخلوقاتِ أَيَّاً كانت، بما فيها البشرُ أَيضاً، كالسجودِ لأَحَدٍ، وَ الذبحِ باسمهِ، وَ النُذُرِ لَهُ، وَ الاستعانةِ بهِ في الشِدَّةِ وَ غيرِ الشِدَّةِ معاً، وَ الاعتقادِ بأَنَّهُ ناظِرٌ في كُلِّ مكانٍ، وَ إِثباتِ التصرُّفِ لَهُ، وَ غيرِها من سلوكيِّاتٍ أُخرى، فهذهِ جميعُها تثبِتُ الشِركَ وَ يصبِحُ فاعِلُها في حقيقتهِ مُشرِكاً باللهِ، وَ بالتالي: يُصبِحُ فاعِلُها نَجِساً، أَيّ: خَبُثَ طَبعُهُ وَ دَنِسَ خُلُقُهُ فأَصبَحَ قَذِراً.

وَ الشِركُ باللهِ نوعانِ: شِركٌ ظاهريٌّ، وَ شِركٌ خَفيٌّ، وَ أَخطَرُ النوعينِ هَو الخفيُّ مِنهُما؛ إِذ أَنَّ كُلَّ شِركٍ كانَ في قَلبِ صاحبهِ قد لا يعلَمُهُ الآخرونَ، إِلَّا أَنَّ اللهَ عَزَّ وَ جَلَّ يعلَمُهُ لا محالة، فيخرجُ منهُ الشِركُ القوليُّ أَو الشِركُ الفِعليُّ، وَ قَد سُمِّيَ بالخَفيِّ؛ لأَنَّ صاحِبَهُ يُخفي الشِركَ وَ يُظهِرُ أَمامَ الآخَرينَ أَنَّ سلوكيَّاتَهُ للهِ وَ هُوَ في حقيقتهِ قَد قصدَ بها غيرَ اللهِ، وَ يُسمَّى هذا بـ (شِركِ السرائِرِ)؛ كما سَمَّاهُ النبيُّ المصطفى الصادِقُ الأَمينُ (روحي لَهُ الفِداءُ)..

عَن محمودٍ بن لبيدٍ قالَ: خرجَ النبيُّ (صلّى اللهُ عليهِ وَ على آلهِ الأَطهارِ وَ صحبهِ الأَخيارِ وَ سلّمَ تسليماً كثيراً، عليهِمُ السَّلامُ جميعاً وَ روحي لَهُم الفِداءُ) فقالَ:

  • “يا أَيُّها النَّاسُ! إِيَّاكُم وَ شِركُ السرائِرِ”.

قالوا:

  • يا رسولَ اللهِ وَ ما شِركُ السرائِرِ؟

قالَ (روحي لَهُ الفِداءُ):

  • “يَقومُ الرَّجلُ فيُصلّي فيُزيِّنُ صلاتَهُ جاهِداً لِما يرى مِن نظرِ النَّاسِ إِليهِ، فذلكَ شِركُ السرائِرِ”.

وَ قَد أَخبرَ جَدِّيَ الصادِقُ الأَمينُ رسولُ اللهِ (عليهِ السَّلامُ وَ روحي لَهُ الفِداءُ) أَنَّ هذا الشِركَ أَخفى مِن دَبيبِ النملِ؛ حَيثُ جاءَ عَن أَبي عليٍّ رَجلٌ مِن بني كاهلٍ، قالَ: خطبَنا أَبو موسى الأَشعريُّ، فقالَ: خطبَنا رسولُ اللهِ (صلّى اللهُ عليهِ وَ على آلهِ الأَطهارِ وَ صحبهِ الأَخيارِ) ذاتَ يومٍ فقالَ:

  • “أَيُّها النَّاسُ! اِتَّقوا هذا الشِركَ؛ فإِنَّهُ أَخفى مِن دَبيبِ النملِ”.

فقالَ لَهُ مَن شاءَ أَن يقولَ:

  • وَ كيفَ نتَّقيهِ وَ هُوَ أَخفى مِن دَبيبِ النملِ يا رسولَ اللهِ؟

قالَ (روحي لَهُ الفِداءُ):

  • “قولوا: اللّهُمَّ إِنَّا نعوذُ بكَ مِن أَن نُشرِكَ بكَ شيئاً نعلَمُهُ وَ نستغفِرُكَ لِما لا نعلَمُهُ”.

وَ قَد حذَّرَ النبيُّ المصطفى الأَمينُ (روحي لَهُ الفِداءُ) مِنَ الشركِ الخَفيِّ باللهِ لأَسبابٍ عديدةٍ؛ منها:

أَوَّلاً:

قَد لا يكادُ أَحَدٌ يسلَمُ مِنهُ (من غيرِ المؤمنينَ)؛ لقوَّةِ الداعي إِليهِ، وَ لمشقَّةِ التحرُّزِ عليهِم وَ خلاصِهم مِنهُ.

ثانياً:

قَد لا يكونُ (لغيرِ المؤمنينَ) هناكَ مجالٌ للإِنكارِ على فاعلهِ؛ لأَنَّهُ خَفيٌّ في القُلوبِ وَ ليسَ ظاهِراً، فيكثرُ الوقوعُ فيهِ، بخِلافِ لو كانَ جَليَّاً واضحاً كالسجودِ لغيرِ اللهِ وَ الاستغاثةِ بالأَمواتِ وَ غيرِهما مِن سلوكيِّاتِ الشِركِ الأُخرى.

ثالثاً:

أَنَّ حُكمَهُ يُخفى على أَكثرِ النَّاسِ (وَ أَكثرُهُم مِن غيرِ المؤمنينَ)؛ لأَنَّهُ خفيٌّ في قلبِ صاحبهِ، مِمَّا يستدعي وقوعَ الجاهلينَ بهِ فيهِ؛ جهلاً مِنهُم ما وقعوا هُم فيهِ.

قال تعالى:

  • {مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ}

[القرآن الكريم: سورة المائدة/ آخِر الآية (72)]

وَ قالَ تعالى:

  • {إِنَّ اللهَ لاَ يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْماً عَظِيماً}

[القرآن الكريم: سورة النِّساء/ الآية (48)]

وَ في الحديثِ الشَّريفِ:

  • “أَلا أُنبئُكُم بأَكبرِ الكبائرِ؟:”

قالوا:

  • بلى يا رسولَ اللهِ.

قالَ (روحي لَهُ الفِداءُ):

  • “الإِشراكُ باللهِ”.

مِمَّا مَرَّ سلفاً في أَعلاهُ، نرى بوضوحٍ تامٍّ أَنَّ القُرآنَ لَم يذكُر شيئاً نجسِاً إِلَّا مَن أَشركَ باللهِ، وَ لا شيءَ غيرِ الْمُشرِكِ نَجِسٌ، فلا المرأَةُ نجسِةٌ أَثناءَ فترةِ حيضِها، وَ لا دَمُ الحيضِ نجسٌ هُوَ الآخَرُ، وَ لا البولُ نجسٌ، وَ لا الغائِطُ نجسٌ، وَ لا المنيُّ نجسٌ، وَ لا الكَلبُ نجِسٌ، وَ لا أَيُّ شيءٍ آخَرٍ نجسٌ أَيَّاً كانَ، كُلُّ الأَشياءِ الّتي خلقها اللهُ تعالى طاهِرةٌ جُملةً وَ تفصيلاً، إِلَّا مَن أَشركَ باللهِ فَهَو نجِسٌ جُملةً وَ تفصيلاً وَ هذا النجِسُ ظالِمٌ مُفترٍ إِثماً عَظيماً وَ قَد {حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَ مَأْوَاهُ النَّارُ} لا محالة، معَ مُلاحظتك جيِّداً أَنَّ النَّارَ هيَ مأَوى هذا الْمُشِركِ النجسِ وَ ليسَ هُوَ مأَواها، فليتبصَّر عَقلُك وَ ليتأَمَّل وَ ليتدبَّر.

دار المنشورات العالمية، من أقوال، رافع آدم الهاشمي، نرى بوضوح تام

لَقد أَثبَتَتِ الدراساتُ الطبيَّةُ الحديثةُ أَنَّ حركاتَ البدنِ مثلَ حركاتِ الصَّلاةِ وَ غيرها مِنَ الحركاتِ الأُخرى بما فيها الحركاتُ الرياضيَّةُ، تُضِرُّ كَثيراً الحائِضاتَ؛ لأَنَّ المرأَةَ الّتي تؤدِّي حركاتَ الصَّلاةِ أَثناءَ فترةِ حيضها، فإِنَّها عِندما تؤدِّي السجودَ وَ الركوعَ فإِنَّ هذهِ الحركاتَ تُزيدُ جريانَ الدَّمِ إِلى رحِمِها، خاصَّةً وَ أَنَّ خليَّةَ الرحِمِ وَ المبيضِ شبيهةٌ بخليَّةِ الكَبدِ الّتي تجذِبُ كَثيراً مِنَ الدِّماءِ، وَ مِمَّا لا شكَّ فيهِ أَنَّ الحائِضَ إِذا أَدَّتِ حركاتَ الصَّلاةِ هذهِ فإِنَّها تُسبِّبُ اِندفاعَ الدَّمِ بكثرَةٍ إِلى رَحمِها، مِمَّا يؤدِّي إِلى فقدانِهِ وَ نزولِهِ في دَمِ الحَيضِ، وَ بالتالي: فإِنَّها تتسبَّبُ في هلاكِ الجهازِ المناعيِّ بجسمِها؛ لأَنَّ كُرياتَ الدَّمِ البيضاءِ الّتي تقومُ بدوَرٍ مُهِمٍّ في المناعَةِ، تضيعُ عبرَ دِماءِ الطَمثِ المفقودَةِ مِن جِسمِها، كما أَنَّ نزيفَ الدَّمِ (بصفةٍ عامَّةٍ) يزيدُ مِن اِحتمالاتِ العدوى بالأَمراضِ ذاتَ العَلاقةِ، أَمَّا الحائِضاتُ فقَد حفظهنَّ اللهُ عَزَّ وَ جَلَّ مِن العدَوى بتركيزِ كُريَّاتِ الدَّمِ البيضاءِ في الرحمِ خِلالَ الدورَةِ الشهريَّةِ؛ لكي تقومَ هذهِ الكُريَّاتُ بالْمُدافَعَةِ وَ الحمايةِ ضِدَّ الأَمراضِ، فإِن أَدَّتِ المرأَةُ أَثناءَ فترةِ الحَيضِ حركاتَ الصَّلاةِ هذهِ (مِن سجودٍ وَ ركوعٍ) فإِنَّها تفقِدُ الدِّماءَ بقَدَرٍ هائِلٍ وَ تفقِدُ معَها كَثيراً مِن كُريَّاتِ الدَّمِ البيضاءِ، مِمَّا يُعرِّضُ سائِرَ أَعضاءِ بدنها للإِصابةِ بالأَمراضِ، كأَن يتعرَّضَ الكَبدُ أَوِ الطُحالُ أَوِ الْمُخُّ أَوِ تتعرَّضَ الغُدَّةُ الليمفاويَّةُ، وَ مِن هُنا تظهَرُ حِكمَةُ إِسقاطِ اللهِ حركاتَ الصَّلاةِ عَنِ النِّساءِ أَثناءَ فترةِ حيضهنَّ؛ لأَنَّهُ (أَذىً)، على رغمِ أَنَّ هذا الـ (أَذى) ليسَ خطيراً فادِحاً، بل هُوَ (أَذىً) بسيطاً لا يؤدِّي إِلى الهلاكِ..

  • فما بالُك إِن كانَ الـ (أَذى) خطيراً فادحاً؟
  • هَل يقبلُ اللهُ تعالى أَن تُصابَ بهِ النِّساءُ؟

لا وَ حَقَّهِ لن يقبلَ أَبداً.

وَ حَيثُ أَنَّ تحريكَ المرأَةِ الحائضِ بدَنها، لا سيِّما في السجودِ وَ الركوعِ، يزيدُ سيلَ الدِّماءِ إِلى الرحمِ وَ يُسهِّلُ فقدانهُ هَباءً، بالإِضافة إِلى ما يُسبِّبُهُ مِن نقصٍ في الأَملاحِ المعدنيَّةِ مِنَ الجسمِ، لذا: أَوجَبَ اللهُ في فترةِ الحيضِ استراحَتها مِن حركاتِ الصَّلاةِ هذهِ؛ لكي لا يضيعُ مِن الجسمِ الدَّمُ وَ سائِرُ الأَملاحِ الثمينةِ الأُخرى، وَ مِن هُنا تتضِحُ أَيضاً حِكمَةُ منعِ اللهِ الصومَ على النِّساءِ أَثناءَ فترةِ الحيضِ، وَ ليسَ لأَنَّها نجِسَةٌ أَو لأَنَّ دَمَ الحيضِ فيها وَ منها نجِسٌ كما يدَّعي الْمُدَّعونَ.

لذا:

أَوَّلاً:

على الزوجِ أَن يُعامِلَ زوجتَهُ أَثناءَ فترةِ الحيضِ بحنانٍ مُضاعَفٍ أَكثرٍ مِمَّا يُعامِلُهُ بها قبلَ وَ بعدَ تلكَ الفترةِ؛ لأَنَّ المرأَةَ أَثناءَ فترةِ الحيضِ؛ وَ بفعلِ ما تُحدِثُهُ التغييراتُ الفسيولوجيَّةُ فيها (طبيعيَّاً)، فإِنَّها تمرُّ بظروفٍ نفسيَّةٍ وَ جسديَّةٍ قَد لا يتحمّلها الزوجُ نفسُهُ، بل وَ قَد يتذمَّرُ من هذهِ الظروفِ بضجرٍ بيِّنٍ واضحٍ منهُ، وَ قد أَثبتت بعضُ الإِحصائيِّاتِ أَنَّ نسبةَ (81%) أَو أَقلّ بقليلٍ، مِنَ النَّساءِ أَثناءَ فترةِ حيضهنَّ، يُعانينَ مِنَ الضيقِ وَ التعبِ وَ الضغطِ النَّفسيِ الكبيرِ، بالإِضافَةِ إِلى معاناتهنَّ شيئاً مِنَ الآلامِ في منطقةِ البطنِ وَ الظَهرِ وَ الساقينِ، وَ حيثُ أَنَّ اللهَ عَزَّ وَ جَلَّ أَوجَبَ على الأَزواجِ الاعتزالَ لا العزلَ، لذا: عليهِم أَن يقتربوا إِلى زوجاتهم أَكثرَ فأَكثرَ، وَ لا بأَسَ بمعاشرتهنَّ وَ إِمتاعهنَّ بسائرِ الاستمتاعاتِ، خَلا الإِدخالَ وَ الإِيلاجَ، حيثُ أَنّ المرأَةَ في فترةِ حيضِها يكونُ لها الشهوةُ نفسُها الّتي تأَتيها قبلَ وَ بعدَ فترةِ الحيضِ هذهِ، بل وَ قَد تكونُ شهوتُها أَشَدُّ درجةً؛ نظراً لاحتِقانِ الأَنسجةِ فيها، فعلى الأَزواجِ مُداعبَةُ زوجاتهِم وَ مساعدتهنَّ في الأَعمالِ المنزليَّةِ وَ توفيرِ جميعِ مُستلزماتِ سعادتهنَّ بما لا يُكلِّفُ اللهُ نفساً إِلَّا وسعَها؛ للتخفيفِ مِن آلامهنَّ (الطبيعيَّة) أَثناءَ الفترةِ هذهِ.

ثانياً:

للمرأَةِ أَثناءَ حيضِها أَن تفعلَ أَيَّ شيءٍ، كأَن تدخلَ المساجِدَ، أَو تذكُرَ اللهَ سِرَّاً وَ جهراً بسائرِ الأَذكارِ؛ كالتسبيحِ وَ التكبيرِ وَ التهليلِ وَ الاستغفارِ، وَ أَن تقرأَ القُرآنَ وَ تستمعَ إِليهِ، وَ أَن تلمسَ وَ تمسَّ حتَّى كلماتَ الْمُصحفِ الشَّريفِ (القُرآن الكريم)، وَ أَن تُشارِكَ في حلقاتِ العِلمِ وَ سماعِ وَ إِسماعِ ما يُذاعُ فيها، وَ أَن تستفيدَ مِن كُلِّ شيءٍ على الإِطلاقِ بما فيهِ صلاحها وَ إِصلاحها وَ ما فيهِ صلاح وَ إِصلاح الآخرينَ على حَدٍّ سواءٍ؛ إِذ لا حرجَ عليها أَبداً؛ كونها طاهِرةٌ لا نجسَ فيها مُطلَقاً.

ثالثاً:

المعنى اللفظيُّ للآيةِ الشَّريفَةِ الخاصَّةِ بالمحيضِ الأُولى أَعلاهُ هُوَ: يا مُحمَّد! إِنَّ الّذينَ يسأَلونكَ عَن جوازِ إِتيانِ نسائِهم أَثناءَ المحيضِ إِدخالاً أَو إِيلاجاً، قُلْ لَهُم: أَنَّ في فعلِهم هذا أَذىً لنِسائِهم، وَ على رَغمِ أَنَّ هذا الأَذى ليسَ خطيراً فادِحاً، إِلَّا أَنَّ مُراعاتهِنَّ أَمرٌ واجِبٌ لا محالة، لذلك: عليكُم أَنتُمُ الأَزواجُ أَن تعتزلوا نساءَكم أَثناءَ فترةِ الحيضِ بعدمِ مُمارسَةِ النِّكاحِ مَعَهُنَّ (لا دخولاً وَ لا إِيلاجاً)، لا أَن تعزلوهنَّ عَنكم أَو تعزلوا أَنفُسكَمُ أَنتُم عنهنَّ، وَ لا بأَسَ مِن مُمارَسةِ سائِرِ الاستمتاعاتِ الأُخرى، سواءٌ كانَ ذلكَ بثيابهنَّ أَو بدونها فيما أَعلى السُرَّةِ وَ تحتَ الرُكبتينِ، فلا تقربوهنَّ بهذا الفِعلِ المؤذي لَهُنَّ (الّذي هُوَ النِّكاحُ إِدخالاً أَو إِيلاجاً)، حتَّى يغتسلنَّ مِنَ الحيضِ، آنذاكَ يُمكِنكُم مُمارسَةُ النِّكاحِ (دخولاً وَ إِيلاجاً) أَيضاً، مِنَ الطريقِ الّذي أَمركَمُ اللهُ بهِ الّذي هُوَ القُبُلُ (عَن طريقِ الفَرجِ) لا الدُبُرِ، وَ الأَمرُ بعدمِ التقرُّبِ هذا (لا الاقتراب)؛ لا لأَنَّ المرأَةَ نجِسَةٌ، وَ لا لأَنَّ دَمِ الحيضِ فيها وَ مِنها نَجِسٌ، وَ إِنَّما لأَنَّ التغييراتَ الفسيولوجيَّةَ طبيعيَّاً لها أَثرُها عليهنَّ فتوجَّبَ عليكُم أَيُّها الأَزواجُ مُراعاةُ ذلكَ، وَ اعلموا أَيُّها الأَزواجُ: أَنَّ اللهَ يُحِبُّ التوَّابينَ، أَيّ: يُحِبُّ الأَغنياءَ عَنِ الشيءِ الّذينَ يتركونهُ لأَجلِ اِقتضاءِ مصلحةِ الطَرفِ الآخَرِ (الْمُتمثِّلِ هُنا بالزوجةِ أَثناءَ فترةِ الحيضِ)، وَ اعلموا أَيُّها الأَزواجُ أَيضاً: أَنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُتطَّهرينَ: أَيّ: يُحِبُّ الأَزواجَ الّذينَ يغتَسِلونَ بعدَ إِتمامِهِم مُمارسَةِ النِّكاحِ معَ زوجاتِهِم؛ جلباً للمنفعةِ وَ دفعاً للضَرر.

عِلماً: أَنَّ المرأَةَ يُمكِنُها أَن تَعرِفَ أَنَّها قَد طَهُرَت مِن حيضِها؛ إِذا خَرَجت القصَّةُ البيضاءُ، وَ هُوَ سائِلٌ أَبيَضُ يخرُجُ حالَ اِنتهاءِ الحَيضِ منها، فإِن لَم تَكُن تلكَ عَلامَةُ طُهرِها فإِنَّهُ الجَفافُ، وَ تعرفُهُ بأَن تضعَ قطعةَ قماشٍ بيضاءٍ، أَو قطنةً بيضاءً محلَّ نزولِ الدَّمِ في فرجها، فإِذا خرجتِ القماشَةُ أَوِ القطنةُ جافَّةً، وَ لَم يتغيَّرُ لونُها بدَمٍ، أَو بكُدرَةٍ، أَو بصُفرةٍ؛ فهيَ عَلامَةُ طُهرِها مِنَ الحيضِ لا محالة، وَ آنذاكَ وجبَ عليها الاغتِسالُ.

وَ الاغتِسالُ سواءٌ كانَ مِنَ الحيضِ، أَو مِنَ النِّكاحِ، أَو مِن سواهِما، إِنَّما لأَسبابٍ أُخرى لا عَلاقَةَ لها بنجاسةِ الشخصِ أَو ما خرجَ منهُ مُطلقاً؛ إِذ كُلُّ شيءٍ خلَقَهُ اللهُ طاهِرٌ جُملةً وَ تفصيلاً، كما تبيَّنَ لك ذلك الآنَ، وَ بيانُ توضيحِ هذهِ الأَسبابِ سآتي إِليك بهِ في محلِّهِ إِن شاءَ اللهُ تعالى.

السؤالُ الّذي يفتحُ أَمامك البابَ على مصراعيهِ للدخولِ إِلى ما هُوَ أَكثرُ فأَكثرُ مِنَ الحقائقِ وَ الخفايا وَ الأَسرارِ الخافية عنك، هُوَ:

  • لماذا أَفتى مَن أَفتى بنجاسةِ المرأَةِ أَثناءَ فترةِ حيضها أَو نجاسةِ دَمِ الحيضِ أَو نجاسَةِ البولِ وَ الغائطِ وَ الكَلبِ وَ غيرِهم رُغمَ أَنَّ هؤلاءِ الّذينَ أَفتوا بهذهِ الفتاوى كانوا مِنَ الفُقهاءِ الأَبرارِ وَ لَم يكونوا مِنَ كهنةِ المعابدِ سُفهاءِ الدِّين؟!!

وَ إِليك الجوابُ:

في لُغَةِ جَدِّيَ الصادقِ الأَمينِ (روحيَ لَهُ الفِداءُ)، الّتي هيَ اللُّغَةُ العربيَّةُ الفُصحى، وَ هي اللُّغةُ الّتي جاءَ بها القُرآنُ الكَريمُ، فإِنَّ اللفظَ هُوَ صوتٌ يَدلُّ على معناهُ، وَ المعنى إِمَّا أَن يكونَ لَفظيَّاً، أَو يكونَ اِصطلاحيَّاً، وَ المعنى اللفظيُّ هُوَ المعنى الحقيقيُّ للفظِ ذاتهِ، أَمَّا المعنى الاِصطلاحيُّ فَهُوَ المعنى الظاهريُّ للفظِ الّذي تمَّ وضعُهُ بناءً على ما توارى فيهِ، وَ لمعنى اللفظِ، سواءٌ كانَ لفظيَّاً أَوِ اصطلاحيَّاً، تفرُّعاتٌ أَخرى ليسَ هذا محلُّ بيانها.

دار المنشورات العالمية، من أقوال، رافع آدم الهاشمي، في لغة جدي

وَ السؤالُ الّذي يطرَحُ نفسَهُ على طاولةِ البحثِ هُوَ:

  • عندما يُريدُ اللهُ أَن يوجِّهَ أَمراً ما إِلى عِبادهِ، فهل يوجِّهَهُ وفقَ المعنى اللفظيِّ (الحقيقيِّ) أَم وِفقَ المعنى الاِصطلاحيِّ (الظاهريِّ)؟

وَ لإِيضاحِ السؤالِ هذا أُعطيك المثالَ التالي:

رَجُلٌ مُتفقِّهُ في الدِّينِ، مُطّلعٌ في اللُّغةِ العربيَّةِ الفُصحى، قرأَ شِعراً الأَبياتَ التاليةَ (وَ الشِّعرُ لي أَنا مُحدِّثُك الآنَ صاحِبُ هذا المقال: السيِّد رافع آدم الهاشمي):

وَ غانيةٌ لها عِطرٌ كَوَردٍ

يُشَمُّ بكُلِّ حِينٍ بعدَ حِينِ

فَتُفرِحُ مَن أَتاها رُغمَ حُزنٍ

وَ تُسعِدُ مَن يُعانِقُ بالْحَنينِ

هيَ اِمرأَةٌ طَغى فيها جَمالٌ

يُمَنِّي النَّفسَ وِطئاً كُلَّ حِينِ.

ثُمَّ (بضَمِّ الثاءِ لا بفتحِها) قُلتُ لَهُ جادَّاً:

  • تعالَ؛ لأُعطيكَ وردةً تشمُّها؛ فَتُفرِحُكَ رُغمَ حُزنِكَ.

برأَيك أَنت:

  • ما الّذي سيذهبُ إِليهِ عَقلُ هذا الرَّجُلِ في معنى لفظِ الـ (وردةِ) في كلاميَ الموجَّهِ إِليهِ؟
  • هل يذهَبُ عقلُهُ إِلى المعنى اللفظيِّ لها على أَنَّها الوَردُ، الّذي هُوَ نباتٌ معروفٌ، وَ هُوَ زَهرَةُ الوَردِ؟
  • أَم أَنَّ عقَلَهُ سيذهبُ إِلى المعنى الاصطلاحيِّ لها على أَنَّها الـ (غانيةُ)، وَ هيَ المرأَةُ الجميلةُ الّتي طغى فيها جَمالُها إِلى درجةٍ أَصبَحَ كُلُّ مَن يراها يتمنَّى وطأَها كُلَّ حينٍ؟

ممَّا لا شكَّ فيهِ أَنَّ الرَّجُلَ سيذهبُ عقلُهُ إِلى المعنى الاصطلاحيِّ، وَ سيظنُّ أَنَّني عندما قلتُ لَهُ:

  • تعالَ؛ لأُعطيكَ وردةً تشمُّها؛ فَتُفرِحُكَ رُغمَ حُزنِكَ.

أَنَّ المعنى هُوَ: تعالَ لأُعطيكَ امرأَةً جميلةً؛ تشمُّها؛ فَتُفرِحُكَ رُغمَ حُزنِكَ.

فيما أَنَّ الواقِعَ الحقيقيَّ الّذي أُريدُهُ هُوَ:

  • تعالَ؛ لأُعطيكَ وردةً (ذلك النباتُ المعروفُ) تشمُّها؛ فَتُفرِحُكَ رُغمَ حُزنِكَ.

أَيّ: أَنَّني اِستخدمتُ المعنى اللفظيَّ للفظِ (وردة)، وَ استخدمَ هُوَ المعنى الاصطلاحيَّ في تفسيرها، لذلك: حدثَ الخلطُ في المفاهيمِ لديهِ، وَ بحدوثِ هذا الخلطِ حدثَ الخطأُ في التفسيرِ، وَ بحدوثِ الخطأ في التفسيرِ حدثَ الخطأُ في إِصدارِ حُكمهِ على الكَلامِ الموجَّهِ منِّي إِليهِ، وَ بالتالي: أَخطأَ هُوَ في إِصدارِ فتواهُ، مِمَّا أَدَّى إِلى حدوثِ خطأ في جميعِ السلوكيِّاتِ المترتَّبةِ على هذهِ الفتوى الصادرةِ منهُ خطأً، رُغمَ أَنَّ خطأَ تفسيرِهِ لم يكُن مقصوداً مِنهُ مطلَقاً!

هذا الخلطُ في تفسيرِ أَلفاظِ القُرآنِ الكريمِ هُوَ ذاتُهُ الّذي حدثَ معَ هؤلاءِ الفُقهاءِ الأَبرارِ (رضوانُ اللهِ تعالى عليهِم أَجمعينَ)، فَهُم فسَّروا أَلفاظَ القُرآنِ الكريمِ وفقَ المعنى الاصطلاحيِّ للفظِ، لا وِفقَ المعنى اللفظيِّ لَهُ، وَ بالتالي: أَصبحَ التحريفُ في إِصدارِ أَحكامِهم مِمَّا لا لبسَ فيهِ مُطلقاً مِمَّا ترتَّبَ على آثارهِ ما ترتَّبَ مِن سلوكيِّاتٍ أَودَت بمُقلّديهِ إِلى هُوَّةِ الهلاك!

دار المنشورات العالمية، من أقوال، رافع آدم الهاشمي، هذا الخلط

وَ قَد ذكرَ اللهُ التحريفَ بشكلٍ واضحٍ في قولهِ تعالى:

  • {أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلاَمَ اللهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ}.

[القُرآن الكريم: سورة البقرة/ الآية (75)]

وَ في قولهِ تعالى:

  • {مِنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيّاً بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْناً فِي الدِّينِ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانْظُرْنَا لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ وَأَقْوَمَ وَلَكِنْ لَعَنَهُمُ اللهُ بِكُفْرِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُونَ إِلاَ قَلِيلاً}.

[القُرآن الكريم: سورة النِّساء/ الآية (46)]

وَ في قولهِ تعالى:

  • {فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظّاً مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ وَلاَ تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِنْهُمْ إِلاَ قَلِيلاً مِنْهُمْ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}.

[القُرآن الكريم: سورة المائدة/ الآية (13)]

وَ في قولهِ تعالى:

  • {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لاَ يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُوا آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ وَمِنَ الَّذِينَ هَادُوا سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَوَاضِعِهِ يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَذَا فَخُذُوهُ وَإِنْ لَمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُوا وَمَنْ يُرِدِ اللهُ فِتْنَتَهُ فَلَنْ تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللهِ شَيْئاً أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللهُ أَنْ يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآَخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ}.

[القُرآن الكريم: سورة المائدة/ الآية (41)]

وَ الأَسئلةُ الأَخطرُ هيَ:

  • مَن الّذي وضعَ المعانيَ الاصطلاحيَّةَ لأَلفاظِ القُرآنِ الكريمِ لتكونَ بديلاً عنِ المعاني اللفظيَّةِ لها؟!
  • متى تمَّ وضعُ هذهِ المعاني الاصطلاحيَّةِ؟!!
  • وَ كيفَ تغلغلت إِلى عقولِ الفُقهاءِ الأَبرارِ دُونَ أَن يتنبَّهوا إِليها فأَحدثت فيهم تفسيرهم الخاطئ لآياتِ القرآنِ الكريم اعتماداً منهُم على المعنى الاصطلاحيِّ الفقهيِّ للفظِ ذاتِ العَلاقةِ لا اعتماداً على المعنى اللفظيِّ (الحقيقيِّ) للفظِ ذاتهِ هُوَ؟!!
  • وَ إِذا وصلَ التحريفُ إِلى الكتُبِ السَّماويَّةِ الأُخرى كالتوراةِ وَ الإِنجيلِ، وَ هيَ كُتبٌ مُنزَلَةٌ مِنَ اللهِ كما يدَّعونَ، فهلَ وصلَ التحريفُ أَيضاً إِلى داخلِ القُرآنِ الكريمِ ذاتهِ الّذي بينَ أَيدينا اليومَ؟!!!
  • إِذا كانَ اللهُ حقَّاً هُوَ الّذي أَنزلَ تلكَ الكُتُبِ السَّماويَّةِ فلماذا لَم يحفظها مِنَ التحريفِ كما حفظَ القُرآنَ الكَريمَ؟!!!
  • أَم أَنَّ حِفظَ القُرآنِ الكَريمِ ليسَ إِلَّا تحريفٌ مِن بينِ ما تغلغلَ إِلى القُرآنِ ذاتهِ أَيضاً؟!!
  • أَليسَ الّذي يقبلُ التحريفَ بكُتُبٍ سماويَّةٍ سابقةٍ أَنزلها هُوَ سيقبلُ التحريفَ بكتابٍ سماويٍّ آخرٍ أَيضاً حتَّى وَ إِن كانَ اسمُهُ القُرآن الكريم؟!!!
  • كَم مِنَ التعاليمِ الإِسلاميَّةِ الأَصيلةِ تمَّ تحريفُها على مَرِّ القرون المنصرمةِ وَ حتَّى يومنا هذا؟!!
  • وَ إِذا كانَ اللهُ على عِلمٍ بهذا التحريفِ (وَ هُوَ عالِمٌ لا محالة) فلماذا سكوتُهُ إِذاً وَ تركهُ النَّاسَ يتخبَّطونَ بينَ حابلٍ وَنابلٍ وَ هُم لا يعلمونَ؟!!!

إِلى غيرها منَ الأَسئلةِ الّتي تفتحُ البابَ على مصراعيهِ أَمامك للوقوفِ على الكثيرِ وَ الكثيرِ مِنَ الحقائقِ وَ الخفايا وَ الأَسرار، وَ الّتي بيانُها جميعاً سآتي إِليك بها في محلِّهِ إِن شاءَ اللهُ تعالى، في حالَ وفّقني اللهُ عزَّ وَ جَلَّ لذلك، وَ جعلني حتَّى ذلك الحينِ على قيدِ الحياةِ.

اللهُمَّ ثبِّتنا على طاعَتِكَ، وَ اَهدِ الغافلينَ عَنكَ إِلى سبيلِ الرَشادِ، و اضرِب الضالّين المضلّين بالضالين المضلّين، وَ أَخرِجنا مِن الدّنيا سالمين، وَ اجعلَنا دائماً في مأَمَنٍ غانِمين؛ إِنَّكَ وليُّ المؤمنين؛ فقَد قُلتَ وَ قَولُكَ الْحَقُّ:

  • {أَعْرِضْ عَنْهُمْ وَ إِنْ تُعْرِضْ عَنْهُمْ فَلَنْ يَضُرُّوكَ شَيْئاً}.

[القُرآن الكَريم: سورة المائدة/ من الآية (42)].

دار المنشورات العالمية، من أقوال، رافع آدم الهاشمي، اللهم ثبتنا

وَ في مقالاتي القادمة إِليك إِن شاءَ اللهُ تعالى، سأَوضِّحُ لك المزيد مِمَّا أُرجِّحُ أَنَّهُ قَد غابَ عنك، إِن كتبَ اللهُ لي عُمُرَاً في هذهِ الحياةِ الفانيةِ، وَ هَيَّأَ ليَ الأَسبابَ لأَجلِ ذلكَ، وَ ليكُن لي عندك دَعوَةٌ صالِحَةٌ بظهرِ الغَيبِ، يدعو لسانُك وَ قَلبُك لي اللهَ فيها بالتوفيقِ لِمَا يُحبُّهُ وَ يرضاهُ؛ فإِنِّي وَ اللهُ على ما أَقولُ شَهيدٌ: قَد أَحببتُك في اللهِ حُبَّاً أخويَّاً إِيمانيَّاً خالِصاً قُربَةً للهِ.

سُبحانكَ اللهُمَّ وَ بحمدِكَ، أَشهُدُ أَن لا إِلهَ إِلَّا أَنت، وَ أَنَّ مُحمَّداً عبدُكَ وَ رسولُك، وَ الْحمدُ للهِ ربَّ العالمينَ حَمداً كَثيراً كما هُوَ أَهلُهُ، على كُلِّ حالٍ مِنَ الأَحوالِ، وَ صلّى اللهُ على سيِّدِ الأَنبياءِ وَ الأَبرارِ، وَ آلهِ الطيِّبينَ الأَطهارِ، وَ صحبهِ الْمُنتَجَبينَ الأَخيارِ، وَ سَلَّمَ تسليماً كَثيراً.

أَقولُ قوليَ هذا وَ أَستَغِفُرُ اللهَ لي وَ لَك وَ لجميعِ المؤمنينَ وَ المؤمناتِ، وَ عليك سَلامٌ مِنَ اللهِ وَ رَحمةٌ منهُ وَ بركاتٌ.

ما رأيك أنت؟

حقائق صادمة، حقائق مذهلة، حقائق خطيرة، حقائق علمية، حقائق مفيدة، حقائق وأسرار، حقائق يجب عليك معرفتها، أحكام النساء، حكم المرأة أثناء الحيض في الإسلام الأصيل، بقلم رافع آدم الهاشمي.

بعد أن قرأت أنت الشرح التفصيلي في متن التحقيق أعلاه، أخبرني:

  • ما رأيك بهذا التحقيق الفريد؟
  • هل لديك سؤال أو استفسار؟

أكتب رأيك في صندوق التعليقات الموجود أسفل هذه المقالة و شارك هذه المقالة مع الجميع لينتفع الآخرون و يكون في ميزان حسناتك و حسناتي فإنَّ “الدالّ على الخير كفاعله” كما أرشدنا و أوصانا قائدنا و حبيبنا رسول الله (عليه أفضل الصّلاة و السّلام)، و شكراً لتفاعلك الإيجابي معي و شكراً مرّة أخرى لوجودك هنا و اطلاعك على هذا المحتوى الفريد في قضايا المرأة المعاصرة من حقائق وأسرار في دار المنشورات العالمية.

شارك هذا الموضوع:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Translate »
Scroll to Top
Skip to content